Friday, January 26, 2007

 

ماذا يريدون من الجيش بعد؟

من المعيب على أية جهة سياسية أن تهاجم الجيش اللبناني.‏
من المعيب على أي طرف في لبنان أن ينتقد أداء الجيش اللبناني.‏
يطلبون من الجيش كل شيء حتى الدماء، وهو يقدم الدماء والشهداء على مذبح الوطن. فمنذ ‏انسحاب الجيش السوري والجيش اللبناني يحفظ الأمن ويتحمل كل المشقات والأتعاب، فلا رواتب ‏جيدة ولا رتب ولا مكافآت، ومع ذلك ينتقدون الجيش.‏
ونقول ماذا يريدون من الجيش بعد؟
ماهر الدنا
26\1\2007.

Saturday, January 13, 2007

 

إعلام العدو يشير الى حصوله على معلومات عن مصير الجنديين لدى حزب الله من شخصيات لبنانية








خاص قناة المنار-حسن حجازي/اكدت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان رئيس حزب السلام اللبناني (روجيه اده) ابلغها ان احد الجنديين الموجودين في حوزة حزب الله على قيد الحياة، وكان الرئيس اللبناني السابق امين الجميل نفى معلومات مماثلة قالت صحف اسرائيلية انه ادلى بها لها على هامش مؤتمر مدريد الثاني، في هذا الوقت تفاعلت قضية الاسرى الصهاينة في كيان العدو من قبل عائلاتهم الذين اتهموا حكومتهم بعدم المبالاة بشأن ابناءهم.

و اذا صدق ما نقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية حول تبرع مرشحين للرئاسة الاولى في لبنان بمعلومات تتعلق بالجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى حزب الله فالسؤال الذي يطرح نفسه هل اصبحت اسرائيل هي بوابة العبور الى رئاسة الجمهورية اللبنانية ؟. بعد نفي الرئيس اللبناني السابق امين الجميل اجراءه مقابلة مع الصحف الاسرائيلية واعطاءه تطمينات عن مصير الجنديين الاسيرين على هامش مؤتمر مدريد الثاني، أكدت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن رئيس حزب السلام اللبناني روجيه أده المشارك ايضاً في المؤتمر أبلغها ان احد الجنديين على قيد الحياة وكانت صحيفة معاريف قد ذكرت ايضا ان اده اكد لها ان الجنديين احياء.
مراسل القناة الثانية قالت" في مقابلة مع القناة الثانية، قال الزعيم اللبناني روجيه اده المرشح للرئاسة اللبنانية المقبلة، ان احد الجنديين الاسرائيليين الاسيرين حي على الاقل، وذلك وفق المعلومات التي لديه".

يأتي ذلك في الوقت الذي قفزت فيه قضية الجنود الاسرى في لبنان وغزة، الى سلم الالويات في اسرائيل، وبعد سلسلة تحركات نظمت عائلات الجنود الثلاثة الاسرى، مسيرة سيارة انطلقت من القدس المحتلة الى موقع أسر الجنديين في مستوطنة زرعيت عند الحدود اللبنانية، حيث أُقيم مهرجان شارك فيه حوالي الف شخص في ظل غياب ملحوظ لاي ممثلين عن الحكومة او الجيش الاسرائيلي.

(ميكي غولد فاسر)، والد احد الجنديين الاسيرين قال" اعتقد ان الكلمات تقول ما يجب قوله فلا تسمحوا للامبالاة بقتل الاسرى، واشعر ان ما يشغل جميع السياسيين هو من سيفوز بالانتخابات، وباكثر الاصوات ولا اشعر ان احدا يتكلم عن اولادنا".
أما والد الجندي غلعاد شاليط فدعا لإعادة الابناء حتى ولو بثمن مؤلم قد نضطر لدفعه. تحرك عائلات الأسرى يتزامن مع اخطر ازمة يعاني منها رئيس وزارء العدو ايهود اولمرت نتيجة الهزيمة في لبنان، فقد قال بعض المراقبين الصهاينة ان اولمرت يعاني الان من فقدان الصلاحية ومن الاحباط والشلل، واصبح موضع استخفاف عام ولديه شعور ان اسرائيل في موسم صيد وانه مرمى هؤلاء الصيادين.

وأشار المحلل السياسي(امنون ابرموفيتش) الى ان "اولمرت فقد صلاحيته في حرب لبنان، ومنذ ذلك الوقت لاينجح في الصعود، ولجنة فينوغراد ستقدم مفاجئات وقد بدأ انهياره بالحرب وفقد الثقة لدى الجمهور لذا لن تقوم له قائمة". المعلقون الصهاينة اعتبروا ان مصير اولمرت مرتبط بما ستحدده لجنة فينو غراد والتي يجب ان يشرح امامها هل كان لديه استراتيجية موحدة حول الحرب وماذا كانت اهدافها؟.


Saturday, November 25, 2006

 

فهل من قبس نور ضئيل يمزق ليل؟

المفترق خطير، والايام باتت معدودة، والساحات والشوارع تبدو وكأنها تنذر بأمور ستتخطى ‏المنطق الديموقراطي والسلمي والحضاري.‏
العقلاء تبخروا، الحكماء اتُهموا بالجنون، فاعلو الخير لم يجدوا مكاناً للوساطة، والخائفون ‏على الوطن قلة قليلة ليس بيدها الحل والربط.‏
فهل من قبس نور ضئيل يمزق ليل الوطن الذي لم يتعافَ بعد من جراحه؟
ماهر الدنا
25\11\2006.

Saturday, November 18, 2006

 

الأزمة

‏1975 ـ 2006، 31 سنة مرت والمواطن اللبناني يعيش الحرب والأزمات وفقدان الحلول، وملايين ‏اللبنانيين هاجروا بسبب الأوضاع السيئة.‏
عندما تستمر الأزمة لمدة 31سنة، فلا شك بأن المصيبة هي في التركيبة السياسية اللبنانية.‏
ما ذنب الفلاح والطالب والجندي والمهندس والطبيب والمحامي وكل شرائح المجتمع، لا بل ما ذنب ‏أجيال تعيش 31 سنة من الحروب والمشاكل؟‏
هل خلت رؤوس المسؤولين من عقول توصل الى حل؟
هل يستحق الشعب اللبناني هذا القدر من العذاب؟ ‏
في مفهوم الدول الديموقراطية الأكثرية تحكم، والأكثرية أمام مسؤولية إما قبول استقالة ‏الوزراء الشيعة وتعيين بديل عنهم وإما قبول مبدأ المشاركة.‏
وفي الدول الديموقراطية فإن الأكثرية تعني المسؤولية ولا تعني العدد، فإذا لم يكن بمقدورها ‏الحكم فعليها القبول بالمشاركة، أما المراوحة بهذا الشكل فهذا لا يجوز لأنها هي التي تحكم ‏وعليها تحمل المسؤولية لأن الأكثرية النيابية بيدها.‏
والقرار عندها، فإما أن تتحمل المسؤولية، أو تقبل المشاركة.. أو ترحل.‏
ماهر الدنا
18\11\2006.

Tuesday, October 24, 2006

 

الحزب السوري القومي الاجتماعي 75 عاماً من النضال

اعداد: كمال ذبيان
سليم سعدو سالم من المناضلين القوميين الاجتماعيين التاريخيين، والذي يعرفه الجيل الحزبي ‏الاول، وهو اراد ان يساهم في ملف الحزب السوري القومي الاجتماعي من خلال بعض المحطات ‏التاريخية، التي كان شاهداً على وقائعها وفاعلاً فيها.‏
فهو يروي عن مرحلة العمل الحزبي في فلسطين قبل اغتصابها من اليهود، وقيام الكيان ‏الصهيوني، حيث يكشف عن عمليات قام بها القوميون ضد مواقع للصهاينة.‏
ومن رواياته حادثة انتزاع جورج عبد المسيح للسلطة بالقوة بعد انتخاب عصام المحايري ‏رئيساً للحزب في بداية الخمسينات.‏
قال سالم في اذار 1947 عاد الزعيم من مغتربه، وخاطب مستقبليه بكلمة «ايها القوميون ‏الاجتماعيون»، وبعد اسابيع قليلة تم طرد مجموعة من قيادات الحزب وفي ايام تلت تم طرد فايز ‏صايغ - عميد الاذاعة انذاك - وتدريجيا عرف القوميون كل ما حدث لكنهم لم يعرفوا كامل ‏الاسباب التي دعت الى ذلك.‏
الذين تابعوا مراسلات الزعيم قبل ان يعود الى الوطن، والذين اطلعوا على الرسائل ‏المكتوبة والشفهية التي كان الزعيم يبعث بها الى بعض الرفقاء عرفوا امورا كثيرة عن ‏الانحرافات الفكرية والعقائدية وعن الارتباطات السياسية التي كانت تقود الحزب ليتخلى عن ‏عقيدته ويتحول الى حزب سياسي مثل بقية الاحزاب على الساحة اللبنانية. وتزداد المعرفة ‏والاطلاع لدى الذين كانوا الاقرب الى الحلقات المحيطة بقيادة الحزب ومن ثم بالزعيم بعد ‏عودته. واشارت بعض تلك المعلومات الى علاقات وتعهدات ارتبطت بالخطوة التي ادت الى منح ‏ترخيص سياسي للحزب للعمل علنا تحت اسم «الحزب القومي». ورأى الزعيم في ذلك ارتباطا ‏سياسيا له خلفياته التي تكشفت في ما بعد.‏
اضاف فايز صايغ رأى ان الدفاع عن نفسه وانحرافاته يكون عن طريق الهجوم، فنشر كتيباً تحت ‏عنوان «الى اين» ملأه بالنقاشات الفلسفية ومجتزآت من نقاشات اجراها الزعيم معه، على ‏طريقة «لا إله...» ولم يكمل شهادة الحق. ابرز دفاعات فاير صايغ عن نفسه ان الزعيم خرج ‏من تعاقده مع القوميين وانشأ حزبا جديداً هو «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بينما هو ‏اقسم يمين الولاء للحزب السوري القومي، فقط، والغريب انه لم يؤاخذ نفسه ولم يعتبر انه في ‏‏«الحزب القومي» قد خرج عن قسمه في الانتماء الى «الحزب السوري القومي».‏
وتابع ليس هنا موضع مناقشة تفاصيل ما حدث ولكن الامر المستغرب، بل والمستهجن ايضا ان ‏احدا في الحزب - كافراد او كمؤسسات - لم يحاول معرفة او تفسير اقدام الزعيم على اضافة ‏كلمة «الاجتماعي» الى اسم الحزب. الكلمة لم تكن سوى للتأكيد على رسالة الحزب في المجتمع والى ‏مهمته الاساسية ولتذكير القوميين دوما ان مهمتهم العمل في المجتمع وليس في المناورات ‏السياسية والمماحكات التي تجرهم - وقد جرت البعض بالفعل - الى الانغماس في صفقات بعيدة عن ‏روحية الحزب واهداف الرسالة.‏
واشار الى ان تاريخ سعاده ليس فيه لطخة واحدة تمس مناقبيته وصدقه واخلاصه رغم كل ما ‏انهال فوق رأسه من اتهامات، وتاريخه واضح وناصع منذ البداية حين اسس حزبا ثم اعلن حله لمّا ‏رأى خللا في تصرفات الخمسة او الستة افراد الذين كانوا معه. لم يساير في يوم من الايام ولم ‏يمارِ او يهادن. وفي الوقت نفسه، لم يعرف عنه انه اقدم يوما على تصرف او فاه بكلمة وهو ‏في ثورة غضب. نؤمن يقينا انه لم يقدم في حياته كلها على تصرف فجائي او دون مبررات فهل ‏من المعقول ان تكون فكرة اضافة كلمة «الاجتماعي» الى اسم الحزب مجرد خاطرة عنت على باله ‏او انها كلمة استحلاها فاضافها؟ كلا، سعادة لم يكن كذلك اطلاقا. كان له هدف، فهل حاولنا ‏معرفة ذلك الهدف!‏
وقال لاحظ سعاده وهو في مغتربه انجراف قيادة الحزب الى العمل السياسي والى التراخي في العمل ‏العقائدي والفكري والاجتماعي، ولذلك كرر تحذير القوميين من السياسة والعمل السياسي: ‏السياسة من اجل السياسة عمل غير قومي كان مضمون توجيهاته. كان يعرف ويرى ببصيرته ان ‏جرف الحزب الى العمل السياسي خروج عن المبادئ والاهداف ويضع الحزب في قبضة مجموعة او ‏مجموعات من السياسيين ومحترفي العمل السياسي الساعين دوما الى تحقيق مكاسب شخصية او فئوية. ‏وقد لعبت العلاقات الشخصية حتى العائلية دوراً بين بعض قيادات الحزب انذاك ورجال الحكم من ‏بشارة الخوري ورياض الصلح ثم كميل شمعون في ما بعد، وهي ادوار باتت معروفة لكل دارس ‏ومتابع، ولكل مهتم بتاريخ لبنان الحديث.‏
واكد ان سعادة اراد ان يعيد دفة الحزب في الاتجاه الصحيح، انه حزب اجتماعي، يعمل في ‏المجتمع ولصالح المجتمع، يهمه نشر الوعي القومي وليس تحقيق مكاسب سياسية تعود على نفر ‏بالنفع والمكاسب نتيجة المناورات والتسويات التي هي عبارة عن صفقات لها رائحة خاصة. ‏وكان يريد ان يقول لكل المسؤولين في قيادة الحزب ان انزلوا الى المديريات التي هي صلة ‏الوصل بين الحزب والجماهير، ولو مد بصره الى نصف قرن بعد اغتياله لعرف كم كان نافذ ‏البصيرة حين قال ما قال. ولو شرح المسؤولون الحزبيون اسباب اضافة كلمة «الاجتماعي» الى ‏اسم الحزب، ولو وعى المسؤولون مقاصد الزعيم وعملوا بموجبها لما شهد الحزب كل تلك ‏الانتكاسات التي عرفنا منذ اغتياله حتى اليوم.‏
لو اراد سعاده او لو رضي بتوجهات الحزب ليكون حزبا سياسيا، لما كانت مذكرة التوقيف ‏والمطاردات، التي بلغت ذروتها بعد سنتين وبضعة اشهر في اغتياله باسم العدالة والقانون - ‏وهي في الحقيقة عدالة سياسية وقانون سياسي لصالح مجموعات سياسية ليس اكثر، ولما كانت ‏الاتهامات انه ضد الكيان اللبناني - وهي تهمة لاقت رواجا لدى جماهير تتذوق الاستقلال بعد ‏استعمار فرنسي طويل، وفرحة بوجود وطن وكيان تحرص عليه. ولم تنفع كلمات سعاده في اعلانه ‏وفي اصراره ان يكون الكيان اللبناني بقعة ضوء في محيطه في اسكات اصحاب المطامع السياسية.‏
وعبّر عن اعتقاده الراسخ في ان المسؤولين الحزبيين والمؤسسات الحزبية كلها دون استثناء - لم ‏تول اهتماما لمغزى ومسببات اقدام الزعيم على اضافة كلمة «الاجتماعي» الى اسم الحزب، حال ‏وصوله الى ارض الوطن. سعاده لم ينطق بالكلمة عن هوى، ولا عن اعجاب بموسيقى الكلمة، بل ‏عن اقتناع تام ان ذلك سيكون بمثابة بوصلة الارشاد الى الطريق الصحيح. فهل اضاع ‏القوميون البوصلة؟
وقال ابداً لم يشأ سعاده ان يكون القوميون الاجتماعيون كورساً او ببغاوات، بل ارادهم ‏رجال فكر حر لكنه مرتبط بمشيئة المبادئ الاساسية والاصلاحية بحبل سري، هو حبل الحياة بين ‏الحزب واعضائه. وكلمة «الاجتماعي» لم تكن انقلابا على الحزب او خطوة لانشاء حزب جديد ولا ‏هي تغيير في المبادئ وحل من التعاقد بل توضيح وتصويب بعد انجرار وراء علاقات مشبوهة ‏وانجراف وراء اهداف سياسية قد تكون لامست قلوب ووجدان نفر قليل من القيادات الحزبية ‏بعد ان اتعبها العمل والنضال والاعتقالات وما اعتبرته مرحلة الشقاء فأرادت الانتقال الى ‏مرحلة الاسترخاء والتنعم بما يوفره العمل السياسي من حياة في القصور بعيدا عن الاعتقالات ‏والسجون، واشار الى ان القوميين الاجتماعيين يعرفون يقينا ان مرحلة الانكفاء قد بدأت منذ ‏اللحظة التي تقرر فيها علنا - ربما في مؤتمر ملكارت - ان يكتفي الحزب بالعمل السياسي، بل ‏وقبل ذلك، منذ ان دخل الحزب في سياسة التحالفات مع احزاب اخرى وتكتلات في الوطن السوري ‏لم تكن تمتلك رؤية القوميين الاجتماعيين ولا اهدافهم، ان في لبنان او الشام او العراق منذ ‏مطلع الخمسينيات.‏
اضاف اليوم، والقوميون المنزوون يتطلعون الى التعاليم، تبرز الحاجة اكثر ما تكون الى ان ‏يعود الحزب الى الصفة التي يحملها في اسمه - الاجتماعي - بعيدا عن السياسة والسياسيين، لان ‏مهمة الحزب نشر الوعي القومي وليس اعلان مواقف سياسية او الاصطفاف مع فلان ضد علتان.‏
كان الحزب اقوى يوم كان يناضل في ميادين عمله الحقيقية كما رسمها وقررها سعاده، وبدأ ‏انحساره وتراجع فعاليته في المجتمع منذ ان انحرف بعض قيادييه الى العمل السياسي مع ما ‏يرافق السياسة التقليدية من مناورات وصفقات ومصالح ومؤامرات ايضا.‏
السياسة قبل ان تغدر بالزعيم القائد، غدرت بفلسطين الوطن. والذين اطلعوا على المقدمات ‏التي ادت الى نكبة العام 1948 - نكبة تقسيم فلسطين واقامة الدولة العبرية يعرفون ان ‏الالاعيب السياسية والمناورات والمصالح والارتباطات كان لها الدور الاساسي في كل ما حدث. تلك ‏الالاعيب وتلك الارتباطات هي - قبل غيرها - ما املى الموقف ان لا سلاح للقوميين، بل كانت ‏العبارة الوقحة التي قيلت: لا سلاح لجماعة انطون سعاده.‏
وسأل لماذا: لا سلاح لجماعة انطون سعاده؟ لان سعاده رأى ان سياساتهم ستقودنا الى الكارثة ‏ولانه قال: «نعم، ان الدول العربية سوف تتدخل ولكن لتقتسم في ما بينها ما يتبقى من ‏فلسطين بعد ان يأخذ اليهود حصتهم»، ولانه حذر من مغبة الفوضى ومن نتائج النزاع ‏السياسي الواضح لكل ذي بصيرة بين الملك عبدالله الهاشمي والملك فاروق في مصر، وكان يرى ‏ارتباط تلك المحاور بهذه العاصمة الغربية او بتلك. هل استكان الحزب وخضع او انزوى بعيداً ‏عن المعركة؟ طبعا لا. خاضها ضمن امكانياته وضمن الظروف المتاحة وسط الكثير من الفوضى ‏التي يعتبرها البعض حماسة. الحماسة الصحيحة هي التي تنبع من الوعي وتتجلى في بطولة تؤيدها ‏صحة العقيدة.‏
صفحات من النضال في سوريا الجنوبية (فلسطين)‏
وقال: تلقت منفذية حيفا في اواسط العام 1946 عدة تقارير من مديريات تابعة لها عن ‏تحركات مشبوهة لمجموعات يهودية في الجبال الممتدة بين غابات جبل الكرمل والى الجنوب حتى ‏المرتفعات الجبلية المطلة على قرية الطيرة. كانت الواحدة من تلك المجموعات تتكون في الغالب ‏من 15 ـ 25 شخصا من شباب وفتيات في لباس رياضي يتنكب واحدهم حقيبة ثقيلة على ظهره ‏ويستعين بعصا طويلة كتلك التي يحملها افراد فرق الكشافة في كل مكان. ولان الكشافة تمارس ‏الرياضة بينما كانت تلك المجموعات تمارس رياضة اشبه بالتدريبات العسكرية ـ دون سلاح ـ ‏فقد اثارت انتباه بعض القوميين الذين كتبوا الى مديرياتهم فاحالت المديريات تلك ‏التقارير الى المنفذية. رفع منفذ عام حيفا ـ كميل جدع ـ تقريرا مفصلا الى مفوض عام ‏مفوضية سوريا الجنوبية ـ الرفيق الدكتور يوسف صايغ (الاخ الاكبر لفايز صايغ عميد ‏الثقافة آنذاك) ـ في القدس، وبناء على توصيات المفوضية كلفت المنفذية ناظر التدريب ـ ‏الرفيق محمد شلبي ـ الذي كان في الوقت نفسه مدير مديرية الزعيم، وضع برنامج تدريب يمكن ‏تطبيقه في المديريات كافة. تم وضع البرنامج في اقل من شهرين.‏
ولفت الى انه كانت هناك عقبات كثيرة. فالحزب غير مرخص له وسلطات الانتداب البريطاني غير ‏مرتاحة لكل ما يتعلق بالحزب والمعلومات التي تصل الى المفوضية او المنفذيات المختلفة في ‏سوريا الجنوبية تشير الى التعاون القوي بين البريطانيين والوكالة اليهودية بفروعها ‏ونشاطاتها كافة في مراقبة كل تحرك فلسطيني من أي جهة جاء، ومنها مراقبة كل النوادي وفرق ‏الكشافة والجمعيات الفلسطينية حتى الجمعيات الخيرية بل السياسية. وفي احد التقارير من ‏مديرية عكا ـ قبل ان تصبح منفذية ـ ورد اسم عميل كان يزود اليهود بمعلومات حتى عن ‏خطبة الجمعة في احد مساجد المدينة، وما سببته من هياج وحماسة في صفوف المصلين ضد اليهود ‏‏(والحقيقية ان هياج المصلين كان ضد تزايد الهجرة اليهودية غير الشرعية وتغاضي سلطات ‏الانتداب بل ومساندتها خفية تلك الهجرة بطرق ملتوية).‏
اضاف في اوائل العام 1947 والغيوم السياسية تتلبّد في سماء فلسطين مع تدفق الهجرة ‏اليهودية وتهريب السلاح الى اليهود من الخارج، اضافة الى ما كانوا يستولون عليه من ‏معسكرات الجيش البريطاني، قام وفد من منفذية حيفا بزيارة الى قرية فلسطينية في الشمال ‏تعتبر معقلا للقوميين هي قرية «بيت جن»، وكان الوفد يتكون من المنفذ العام ـ كميل جدع ـ ‏وناظر التدريب ـ محمد شلبي، والرفيقين ابراهيم ناصر وسليم سعدو. كانت الغاية من تلك ‏الزيارة ـ كما صرح المنفذ العام في ما بعد ـ دراسة امكانية الافادة من طبيعة تلك ‏القرية البعيدة نسبيا عن معسكرات الانغليز لتدريب القوميين على استخدام السلاح.‏
بعد اكثرمن سنتين، وبعد حوادث الجميزة في بيروت ومطاردة الحزب القومي بالف تهمة وتهمة ‏باطلة، وفي المحاكمات الفضيحة اثر اغتيال سعاده، لفق العملاء في الحكومة اللبنانية يومذاك ‏تهمة ان الزيارة كانت لاجراء اتصالات مع ضباط مخابرات من اليهود بواسطة عملاء لليهود في ‏صفوف الحزب، ولم يكن هناك اتفه واسفه من تلك التهم قياسا بما فعله القوميون في ميادين ‏القتال والمعارك التي خاضوها والعمليات العسكرية التي قاموا بها، ويشهد لهم الاحرار ممن ‏رفعت لعنة التعصب عن عيونهم وعقولهم.‏
اضاف: كانت عودة الزعيم من المغترب، وكان خطابه في الغبيري يوم وصوله الى بيروت اشبه ‏بصاعق اطلق موجة من الحماسة في صفوف القوميين خاصة في سوريا الجنوبية (وكان السوريون ‏القوميون في فلسطين يصرون على استخدام هذه التسمية في كتاباتهم واحاديثهم كافة حتى مع ‏مواطنيهم البعيدين عن الحزب) واشار الى أن الخطة العسكرية التي وضعتها المنفذية ووافقت ‏عليها مفوضية سوريا الجنوبية، ارتأت المنفذية عرضها على الزعيم مع بعض التفاصيل ‏التنفيذية والخطوات الابعد من العمليات، وكلفت الرفيق سليم سعدو بذلك وزودته برسالة ‏شفهية الى الزعيم، فانتقل الى بيروت في اوائل شهر نيسان بصحبة الرفيق عثمان عيد الذي لم ‏يطلع على الرسالة ولم يعرف حقيقة المهمة بل قيل له انها لمجرد الزيارة والتعرف الى ‏الزعيم.‏
وقال في التقرير الذي رفعه سليم سعدو الى المنفذية بعد عودته ورد فيه ما يأتي: «نمت ‏الليلة الاولى في فندق قريب من باب ادريس وفي الصباح الباكر توجهت الى مخيم ضهور الشوير ‏واطلعت المسؤول هناك على رسالة تعريف خطية من منفذية حيفا مع رجاء تسهيل مقابلة مع ‏الزعيم. عرفت فيما بعد ان احدهم اتصل بالزعيم ونقل اليه ان رفيقا من سوريا الجنوبية ‏يحمل رسالة. وفي اليوم الثالث اقتادني رفيق تعرفت إليه اسمه فكتور الى منزل قريب من ‏ساحة البلدة في اتجاه العرزال. انتظرت لحظات قليلة.. وكان اللقاء بالزعيم الذي آمنا به ‏وبمبادئه قبل أن نراه..، ونُقلت الرسالة الشفهية الى الزعيم فابدى رأيه في بعض النقاط ‏وصحح بعض الخطوات الواجب اتخاذها خاصة في ما يتعلق بالتدريب وتنفيذ العمليات وابدى ‏اصراراً على أن يظل القوميون بعيدين عن الانغماس في الامور السياسية والمماحكات التي كانت ‏احيانا تتخذ طابع العنف خاصة تلك التي كانت دائرة بين انصار وجماعات الهيئة العربية ‏العليا التي يرئسها المفتي الحاج امين الحسيني من جهة وانصار المعارضة التي يحمل لواءها احد ‏ابرز الشخصيات الفلسطينية ـ راغب النشاشيبي.‏
تم تنفيذ الخطة حرفياً
وتابع: كان التوجيه الاكثر اهمية هو ما قاله الزعيم للرفيق سليم سعدو بالحرف الواحد ‏‏(نعم بالحرف الواحد لان تلك الجملة الخالدة لا يمكن أن تنسى). رفيق سليم: القومي الاجتماعي ‏الواعي يعرف ما يجب أن يفعل وكيف يتصرف حتى دون ان يتلقى امرا خطياً من الزعيم.‏
ورأى ان كلمات الزعيم وتوجيهاته كانت تقضي بعدم انجرار القوميين في سوريا الجنوبية الى ‏حمأة تلك المماحكات والصدامات بين «مجلسي» و«نشاشيبي»، ومن المؤسف ان بعض شخصيات الهيئة ‏العربية العليا بقيادة المفتي الحاج امين الحسيني كانت تنظر بازورار الى كل من لا يماشيها ‏وتعتبره خارجا على الصف الوطني. فانت إما مع او ضد، واشار الى أن هذه النظرة شملت ‏بطبيعة الحال القوميين الاجتماعيين الذين كانوا يرفضون الطاعة والسير وراء قيادات ‏تقليدية، مهما كانت درجة اخلاصها الوطني وتفانيها الا انها لا تستطيع الانفلات من عقلية ‏سلبية جرت البلاد في سلسلة من الهزائم والانتكاسات. هذه النظرة بالذات وتلك المواقف هي ‏السر الحقيقي وراء رفض الهيئة العربية العليا والقيادات المحلية التي كانت تعمل باسم ‏اللجان القومية.. تسليح القوميين. كان السلاح يتدفق على المناضلين الفلسطينيين ـ بغض ‏النظر عن درجة صلاحيته او فساده ـ ويتم توزيعه على المقاتلين من خلال الجمعيات والنوادي ‏والتنظيمات والاحزاب والتجمعات الشبابية ولكل من طلب السلاح او عرض استعداده لحمل ‏السلاح، ولكن ليس للقوميين على اعتبار انهم لا يماشون الهيئة العربية العليا حتى ولو كانوا ‏بعيدين عن جماعة النشاشيبي. كانت التوجيهات الحزبية للقوميين بالابتعاد عن الزعامات ‏التقليدية وبحكم انهم يعلنون على رؤوس الاشهاد ولاءهم للقضية السورية القومية وانضباطهم ‏الحزبي، ولانهم يرفضون الانصياع تحت بيارق الطائفية، كانوا يحاربون بالاشاعات التي تقارب ‏الخيانة مثل القول انهم ـ أي القوميين الاجتماعيين ـ يعملون ليكون اليهودي مساويا ‏للفلسطيني وللعربي في شكل عام. هل هناك اشد تفاهة من تلك الاتهامات؟
ولفت الى أن عدم انصياع القوميين لاوامر وتوجيهات الهيئة العربية العليا واللجان ‏‏«القومية» التي اقيمت في كل مدينة وقرية في فلسطين هو السبب الحقيقي والاساسي في رفض ‏قيادات الهيئة العربية العليا تسليح القوميين ومدهم ولو بالسلاح الخفيف المتوافر في ذلك ‏الحين. كل ادعاء غير هذا وكل تفسير غير هذا هو مراوغة وتهرب من تحمل مسؤولية استبعاد ‏القوميين. كان يمكن للقوميين ان يكونوا رأس الحربة التي تدمي التنين ولو استخدمت قواهم في ‏الوجهة الصحيحة لكان يمكن أن تتغير معطيات كثيرة في نتائج المواجهات مع العصابات ‏اليهودية المسلحة.‏
في ذلك الحين. اجريت اتصالات لحلحلة هذا الموضوع قام بها قوميون اجتماعيون بتكليف من ‏منفذية حيفا مع الشيخ عبد الرحمن مراد، ومع الشيخ محمد نمر الخطيب، ولكن دون جدوى.‏
من هنا وعلى ضوء هذه الحقيقة التي لم تعلن في حينها - ومن المؤسف ان الحزب نفسه لم يبذل ‏جهدا لتوضيح ما حصل حول هذا الموضوع بالذات - ربما حرصا من القوميين على عدم احداث ‏بلبلة في صفوف «الثوار» كما كانت تسمية المقاتلين ترتب على المنفذيات في سوريا الجنوبية ‏وعلى المديريات والمفوضيات المستقلة ان تدبر شؤونها من ناحية السلاح وان تقوم بما يتاح لها ‏من عمليات عسكرية ضمن امكانياتها المتواضعة جدا.‏
وقال: ان منفذ عام حيفا - كميل جدع - ناقش جواب وتوجيهات الزعيم التي نقلت شفهيا، مع ‏ناظر التدريب - محمد شلبي - الذي كان آنذاك يشغل وظيفة رئيسية في سكك حديد فلسطين، وتم ‏رسم خطة لتدمير مبنى المطاحن الكبرى، الذي يقع في قلب المنطقة العربية من مدينة حيفا ‏ويتمركز فيه عدد كبير من القناصة اليهود، يراقبون منه تحركات السكان لمسافات بعيدة لأن ‏المبنى يطل على عدة احياء من المدينة.‏
حاول المناضلون مهاجمة مبنى المطاحن الكبرى عدة مرات دون جدوى، فالقناصة اليهود يراقبون ‏كل تحرك في كافة الشوارع والطرقات الموصلة اليه، من شارع الناصرة الى وادي الصليب، ومن ‏شارع الملوك الى طريق شركة شل في الشمال. عشرات القتلى الأبرياء سقطوا ضحية تنقلاتهم في ‏شوارع وطرقات بل وازقة مكشوفة لقناصة ذلك المبنى اضافة الى قناصة «المنجرة» اليهودية ‏وسط شارع الناصرة. كانت الخطة تقضي بنسف المبنى بأكمله.‏
واشار الى ان هناك خطاً فرعياً لسكة الحديد يصل الى داخل مبنى المطاحن الكبرى، يستخدم لإدخال ‏عربات القطار المحملة بالقمح الى رصيف عند حافة المستودعات. يجب ادخال عربة قطار - لشحن ‏او لنقل الوقود - بعد تلغيمها بالمتفجرات وايصالها الى رصيف المبنى بعد عدة مناورات ‏تجريها القاطرة التي تقرر ان يقودها الموظف في سكة الحديد كسائق قاطرة القومي الاجتماعي ‏‏«احمد» المعروف تحببا باسم «حمدوش» واكد انه تمّ تنفيذ الخطة حرفيا وبأعلى قدر من الدقة ‏والنجاح ونسف المبنى الذي كان يحرم السكان من الحركة الا ركضا او تسترا. والفضل في نجاح ‏العملية من الناحية التنفيذية يعود الى القوميين الاجتماعيين: محمد شلبي - حمدوش - جميل ‏عطية - عثمان دكناش وعدد من الموظفين الغير اعضاء في الحزب.‏
اضاف: في منفذية عكا اتخذ العراك طريقا مختلفا، ليس في المدينة مطاحن كبرى يهودية ولكن ‏ترتب على القوميين - منفردين او ضمن مجموعات اخرى من المواطنين، التعرض للقوافل ‏اليهودية التي كانت تعبر الطريق الرئيسي بين حيفا جنوبا ونهاريا شمالا، وفي القدس لم يختلف ‏الامر الا من حيث العدد ونوعية العمليات العسكرية التي يقوم بها قوميون اجتماعيون حرموا ‏من السلاح العام ولم يبق امامهم الا الاعتماد على انفسهم وعلى جيوبهم وما يستطيعون ‏‏«تدبيره» من سلاح بسيط.‏
وتابع الكثير من التفاصيل التي تضمنتها تقارير المنفذيات والمديريات في سوريا الجنوبية ‏والمرفوعة الى مركز الحزب - وهي تقارير تحمل الشيء الكثير من تاريخ الحزب - ضاع في فترات ‏مطاردة الحزب في لبنان والشام منذ انقلاب حسني الزعيم في دمشق عام 1949 والغدر بتسليم ‏سعاده ومن ثم اغتياله حتى المحاولة الانقلابية التي قام بها الحزب في الساعات الاولى من العام ‏‏1962 مرورا بالحرب الاهلية في لبنان عام 1958 وكارثة مقتل عدنان المالكي في دمشق عام ‏‏1955، ثم الحرب الاهلية في لبنان، الا ان بعض الاحداث لا تزال شاهدة على تضحيات القوميين ‏ونضال الحزب في سوريا الجنوبية. تاريخ فلسطين يذكر بفخر واعتزاز والقوميون الاجتماعيون ‏الواعون يتذكرون ويحفظون عن ظهر قلب سيرة نضال العشرات من الشهداء الى جانب القائد ‏القومي سعيد العاص الذي ترك بلدته حمص في الشام ليستشهد فوق تراب فلسطين ايمانا منه ان ‏فلسطين هي سوريا الجنوبية.‏
اطاحة عبد المسيح بعصام المحايري
وقال البعض وعن حسن نية يحلل فيقول ان الحزب واجه المشكلات بعد طرد رئيسه السابق جورج ‏عبد المسيح والانقسام او الانشقاق الذي حصل آنذاك، وهذا غير دقيق. صحيح ان الانقسامات ‏والاختلافات ظهرت في تلك الفترة لكن جذورها تعود الى ما قبل ذلك التاريخ وتعود الى اسباب ‏ابعد واعمق من طرد جورج عبد المسيح انها تعود الى الانغماس في اللعبة السياسية ولعبة ‏المحاور والارتباطات هنا وهناك واشار الى ان اللعبة السياسية كانت ذات شقين لكي ينجح ‏الشق الخارجي يجب ان ينجح اولا الشق الداخلي، ولا يكون ذلك الا بخلق محاور داخل الحزب، تكون ‏‏- لسوء الحظ - حول فلان وعلتان. لا يزال على قيد الحياة عدد من الرفقاء الذين عاشوا تلك ‏المرحلة وشاركوا في احداثها وابرز تلك الاحداث طبعا كانت مسألة الضغط المسلح على المجلس ‏الاعلى في العام 1954 من اجل اسقاط او إلغاء رئاسة عصام محايري واعادة انتخاب عبد ‏المسيح.‏
‏ اضاف الإيمان بالمبادي لا يكفي والثقة بالمسؤولين ايضا لا تكفي ان لم تكن هناك المؤسسات ‏الحزبية الضابطة والساهرة على الانضباط الحزبي فعالة وغير مشلولة، وان لم يكن المسؤول ‏الحزبي قد تطهر من فرديته طهورا كاملا، واعترف انه اخطأ يوم قاد بأمر من اسكندر شاوي ‏الذي اعرف انه ينقل اوامر الرئيس لان الرئيس نفسه اذكى من ان يصدر امرا شفهيا بذلك - ‏مجموعة من القوميين وبعضهم يخفي سلاحه تحت ثيابه وتوجهنا الى حيث ينعقد المجلس الاعلى. اقوال ‏كثيرة قيلت واشاعات كثيرة. البعض قال اننا اقتحمنا قاعة الاجتماع بالسلاح، وبعض قال ‏اننا «خرطشنا الرشاشات» وهذا غير صحيح بالمرة. لم نشهر سلاحا اطلاقا، ولكن عبد المسيح كان ‏يعرف اننا نحمل السلاح، واسكندر شاوي كان يعرف ايضا، والذين حملوا السلاح يعرفون بطبيعة ‏الحال.‏
اضاف: حدث ما حدث واعيد انتخاب جورج عبد المسيح رئيسا للحزب، ومنحت ليلتها رتبة ‏الامانة الى عدد من القوميين، وقال جورج عبد المسيح لسليم سالم انه سوف يمنح رتبة الامانة ‏في مرة قادمة، واشار الى ان القصة شاعت في اوساط القوميين الاجتماعيين، فذهب سليم سالم الى ‏الرئيس جورج عبد المسيح يعرض عليه ما يسمع ورجاه ان يصدر قرارا بفصله او طرده، فما ‏كان من عبد المسيح الا ان ابتسم وقال ما معناه: اترك الامر لي وسنرى.‏
وتابع: اعترف - واقولها مرة اخرى - اني ارتكبت خطأ وخطيئة، ارتكبت مخالفة حزبية استحق ‏ان اطرد بسببها من الحزب وليس فقط ان اقاطع. ومع ذلك لم اقاطع ولم اطرد ولم اعاقب. بل ‏طلب من مسؤول حزبي - بأمر من عبد المسيح ان يحقق معي في تلك «الاشاعات». وكان من ‏الطبيعي ان انفي وانكر وقلت اني تواجدت في ذلك المكان فقط لأني كنت قلقا واحببت ان ‏اطمئن، واشار الى ان المشكلة ليست هنا بل في نتائج تلك العملية. في الكتابات المنسوبة الى ‏جورج عبد المسيح - ويسمونها «مدونات عبد المسيح» نفي لتلك الحادثة بالمرة وتكذيب رغم ‏وجود خمسة اشخاص ممن شاركوا فيها لا يزالون على قيد الحياة: عبد الهادي حماد، الامين يوسف ‏دعيبس، نصير ريا، علي الكردي وسليم سالم. اضافة الى حسن جمال (المتوفي منذ سنوات) كما كان ‏حاضرا نزار محايري - اخ عصام محايري. وفي مدونات جورج عبد المسيح ايضا ان ذلك كان اشاعة ‏وصل الامر بالبعض ان قال انها ضغط مسلح، بينما بعضهم لم يكن قد انتسب الى الحزب بعد. في ‏حياته لم يتطرق جورج عبد المسيح الى تلك الحادثة بل كان يتلافى الخوض فيها ولكن الذين ‏تلقفوا مدوناته يتهجمون - ولا اقول يهاجمون - ولا يتورعون عن الصاق التهم يمنة ويسرة. ‏حادثة الضغط المسلح جزء اسود من التاريخ الحزبي ولا يفيد انكارها كما لا يفيد سوق ‏السباب والتهم الى الذين قاموا بها يومذاك عن ايمان انهم ينفذون امرا هو في مصلحة الحزب ‏بينما كانوا يرتكبون خطيئة مميتة نتيجة تضليل املته مواقف باتت معروفة، ومن هنا - ‏ونتيجة تلك التجربة الخطيئة، اصر على القول ان تعطيل المؤسسات الحزبية واختزالها في شخص ‏واحد او عدة اشخاص هو ما اوصل الحزب الى مرحلة انحسار لا يتمناها انسان مخلص لوطنه ‏ولحزبه، فلماذا يكرر الحزب اليوم التجربة القاتلة؟ الا نتعلم؟
حين يخلو المرء الى نفسه ويعيد النظر في ما قال وفعل، ويبدأ باجراء مقارنة ويحاول الربط ‏بين الاحداث، ينتبه الى امور فاتته او الى امور اعتبرها في حينها صغيرة لكنه يكتشف انها ‏كانت اكبر مما تصور او توهم. ويكتشف ان الانغماس في الامور السياسية يقود المرء الى الكذب. ‏وحين يأتي الكذب من فرد عادي لا يكون ضرره كما لو جاء من مسؤول كبير.‏
اضاف: اليوم، اكثر من اي يوم مضى، اؤمن ان سعاده كان على حق حين يصر على اهمية المناقب ‏القومية، والمناقب القومية لا تتحمل الكذب، فالكذب من طبيعة العمل السياسي. ولهذا كان ‏سعاده متشددا في ابعاد القوميين عن الانغماس في السياسة لان السياسة من اجل السياسة عمل ‏غير قومي. ورأى ان الاخلاق تظل شعارات يرفعها المرء حين يشاء او حين يرى مصلحة له في رفع ‏تلك الشعارات، الكذب تصرف غير اخلاقي - على الصعيد النظري. قد يكذب المرء ويظل يتحدث ‏عن الاخلاق وان الكذب عيب، ولكن حين تتحول الاخلاق الى ممارسة نسميها مناقب. ومن هنا كان ‏كلام الزعيم عن اهمية المناقب القومية دعوة الى ممارسة الاخلاق حتى لا تظل مجرد نظريات تماما ‏كما دعوته الى ممارسة البطولة المؤيدة بصحة العقيدة.‏
واكد ان حادثة الضغط على المجلس الاعلى وما تلاها، كانت عملية لا قومية ولا حزبية ولكن ‏الكذب الذي مارسه البعض ممن كان في مركز القيادة كان اكبر من خطيئة. من الممكن ان يعترف ‏امرء انه انكر او كذب، فيظل ذلك افضل - على صعيد الاخلاق - من المكابرة وانكار انه ‏يكذب ذلك لانه يريد ان يخفي ارتباطات سياسية لا يقرها الحزب.‏
من المحزن ان موجة التعلق بالسياسة وجر الحزب الى مواقف سياسية ما عادت على الحزب الا ‏بالويل والثبور، والى الكثير من الانقسامات والى التجرؤ في تحوير وتفسير روح المبادئ التي ‏وضعها سعاده لتكون ضمانة للنهضة.‏
وفي الختام قال ان النداء الذي وجهه شارل ايوب على الصفحة الاولى من جريد الديار قبل ‏شهر تقريبا تحت عنوان: يا ابناء الحياة «كان دعوة جريئة وصريحة» لنعود جميعا الى ‏الينابيع التي فجرها سعاده والى المبادئ النقية الطاهرة البعيدة عن عبادة الفرد ‏والبعيدة عن المصالح السياسية او المالية وعن كافة الارتباطات.‏
وليس افضل من كلمة شارل ايوب في تلك المقالة: يا ابناء الحياة ....... لمن الحياة؟
نعم، يظل الهتاف: لمن الحياة، وليس لمن العيش الذليل؟

 

السنيورة

قال الرئيس السنيورة في تصريح صحافي قولاً للإمام علي وهو «لو كان لي عنق البعير لأزين كلامي ‏قبل ان ادلي به»، وقد ذكر الرئيس السنيورة ذلك ليرد على الذين ربما أساؤوا اليه في ‏كلامهم، فهل يقبل الرئيس السنيورة ان يجري التجريح بأشخاص خلال وجوده من قبل شخص ينتمي ‏الى التيار ذاته الذي ينتمي اليه؟
وربما نسي السنيورة ان العنق مهما طال لا ينفع مع الذين يفتقرون الى العقل.
ماهر الدنا
24\10\2006.‏

Saturday, October 14, 2006

 

زيارة دمشق

المعلومات جدية هذه المرة عن زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق، وطبعاً سيكون برفقته ‏مستشارون الى العاصمة السورية.‏
ولكن لا ندري اذا ما كانت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ستستدعي مرافقي السنيورة ‏بعد عودتهم للتحقيق معهم لاعتقادهم ربما بأن الزيارة مشبوهة.‏
فهل سيتم التحقيق مع مرافقي السنيورة في الزيارة كما حصل مع رئيس تحرير «الديار» خاصة ‏وان فريق السنيورة وتيار المستقبل له تاريخ عريق في زيارة دمشق سابقاً.‏
ماهر الدنا
14\10\2006.

Saturday, October 07, 2006

 


FATFAT U CAN BE A MAN BY KILLING ISREALIANS NOT LEBANESE CHILD 10 YERS OLD.

 

هل أصبح أطفال لبنان يُقتلون مثل أطفال غزة ؟

لا يجوز أن تتسبب إزالة مخالفات البناء بقتل الأطفال مهما بلغت حدة المواجهات بين الأهالي ‏وقوى الأمن الداخلي.‏
ما جرى بالأمس يجب التحقيق فيه، وعلى القضاء أن يتخذ الإجراءات اللازمة بحق الذين تخطوا ‏الأصول القانونية من قوى الأمن ومن المواطنين، لكن لا يجوز أن يموت طفل لبناني برصاص ‏لبناني، وخصوصاً أن نصيب الأطفال اللبنانيين من القصف الإسرائيلي كان كبيراً جداً.
ماهر الدنا
6\10\2006.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?